اراء متباينة حول دور الشباب الايزيدي في الـ” جينوسايد ”
ايزيدي بريس – هيمان الكرسافي
تباينت اراء مختلف النشطاء الايزيديين من الشباب بشأن دور الشباب الايزيدي في الاحداث التي طالت على المجتمع الايزيدي في ثالث من اغسطس 2014 اي جرائم ابادة جماعية بيد تنظيم داعش .
هذا وقد اجرت صحيفة ” ايزيدي بريس ” حديثا مع النشطاء الايزيديين عن دور الشباب في ” جينوسايد ” وهل كان الشباب عامل مهم في حل عقدة نفسية لدى المجتمع او هل استخدم قوته الفكرية وكفاءته في تكوين علاقات مع المجتمعات الاخرى لمساعدة بني جلدته سواء على نطاق العام سياسيا اجتماعيا وخدميا . كما طرح عليهم ان وجدوا في الشباب الامكانية للنهوض بقوة والقدرة في التعامل مع مجتمعه لبناء مجددا ما هدمه تنظيم داعش في صميم الايزيدي .
جوان ماهر : وهي طالبة جامعية في السويد و احدى من الناشطات الايزيديات , قالت لصحيفة ” ايزيدي بريس ” أن : الكثير من الشباب يسعون جاهدين لأيصال صوت مجتمعهم الايزيدي الى العالم والعمل على عدم ضياع القضية الايزيدية او بالاحرى القضايا الايزيدية هدرا . تابعت ” جوان ” في قولها وشيء من التشائم بداخلها على أن ” صوت الشباب لا زال ضعيفا داخليا , ونوعا ما قد استطاع الشباب ان يبين ويتفاعل مع المجتمعات الاخرى , لكن ليس بذلك الجهد المطلوب وهذا يعود الى الاسباب في عدم التعاون و وحدة صف بين الشباب وهذا ما لا يساعدهم في مساعدة مجتمعهم بكفاءه اكثر , الا اننا في مجتمعنا لدينا كفاءات شبابية كثيرة .
اضافت جوان في حديثها على ان الوضع السياسي الايزيدي منقسم الى مجاميع , بحيث كل واحدة منها تعمل لصالح جهتها وهذه هي الاسباب التي شملت في تعكر الروية السياسية للقيادة الايزيدية بحيث سيطرت الاوضاع على المجتمع وخاصة بعض الشخصيات او الجهات التي اصبحت امرها تعلو على صوت الشباب , لذلك نحن بحاجة الى التعاون وقوة موحدة ذو فكر شبابي للنهوض مجددا والبناء المجتمع بشكل يواكب مع العالم .
هذا ومن جهة اخرى تحدث الاعلامي والناشط في مجال حقوق الانسان ” كاوة عيدو ختاري ” من العراق لصحيفة ” ايزيدي بريس ” قائلا أن الشباب هم الاكثر طموحا في المجتمع وهذا يعني ان عملية التغيير والتقدم لا تقف عند حدود , وأن اي جهة سياسية او منظمة شبابية او اي مجموعة اجتماعية تسعى الى التقدم والتغير السياسي والاجتماعي فيجب ان تضع في سلم اولوياتها استقطاب طاقات الشباب وتوظيفها بأتجاه اهدافها المحددة .
اما الجانب الايزيدي وقبل مجيئ تنظيم داعش للمنطقة فقط كان الشاب الايزيدي نشيطا يقظا و واعيا , منتبه لجميع الكائد السياسة وكنا نراهم يشاركون بجميع النشاطات المجتمع اليومي .
استمر ” ختاري ” قائلا في حديثه بأن : للشباب تأثير كبير على واقع المجتمع الايزيدي فقد ايقظوا المجتمع من سباته يوم ما صرنا نسمع عبارات اليأس من كبار السن . وامتاز الشاب الايزيدي في رفض الذلة والاستسلام للظلم او التعايش معه , الا فأن هنالك عدد كبير من شباب الايزيديين العاطلين عن العمل وغالبيتهم من خريجي الجامعات والعمال وهذه الفئة تصنف بأنها الاسوأ من حيث الواقع المعيشي وهذا ما يسبب عدم قدرتهم في الاستقرار النفسي او مساعدتهم اهاليهم ومجتمعهم او استعدادهم على الانخراط في العمل المجتمعي سواء كان نشاطا اجتماعيا او سياسيا او تنمويا .
اضاف ” ختاري ” في حديثه بأن : ما تعرضت المكونات في سهل نينوى والمناطق الاخرى وخاصة الايزيديين في الاوان الاخيرة من كارثة شنكال حيث ابادة المجتمع وتهجير مئات الالاف منهم وقتل الالاف وسبي نساءهم , ناهيك عن معاناتهم اليومية وما يتعرضون لهم من مأسي في بلدهم . فنحن الشباب نرى الصعوبة في انخراط مع الواقع وهذا ما نصبح متشائمين من هذا الوضع , لهذا ان الموضوع او بالاحرى الوضع يحتاج الى تشخيص دقيق لمعرفة الاسباب التي تؤدي الى تدهور الوضع اكثر .
من جانب اخر استمعت صحيفة ” ايزيدي بريس ” لحديث ” فنار علي ” وهي طالبة ثانوية وناشطة ايزيدية في المانيا , قالت : بالرغم من هول الكارثة التي حدثت واثرت بشكل سلبي على نفسية الشباب الايزيدي , كون الكثيرين فقدوا مستقبلهم والكثيرين فقدوا افراد اسرهم , الا فأن الشباب الايزيدي لم يقف مكتوف الايزيدي وبادر بكل طاقاته من اجل خلق الابتسامة في وجوه الكثيرين ممن بحاجة ماسة الى مختلف انواع الخدمات .
هذا واضافت ” فنار ” في حديثها على أن لم يقتصر دور الشباب على الخدمات فقط بل ساهم بعقلية عدم الاستسلام مهما كانت الطروف , وقد ساهموا في خلق عدة منطمات ومشاريع خيرية كما برز الكثير من الشباب النشطاء بحيث قاموا بأيصال صوت الايزيدي الى الرأي العالمي ومن المشاريع : اولا هو التعاون على تنفيذ انشطة كمساعدة الاسر الفقيرة والمهمشة . اما ثانيا فهو جمع الدعم المادي والمعنوي والذي ساهم بشكل فعال الى انقاذ عدد كثير من المخطوفين والمخطوفات . و ثالثا هو اعادة تأهيل المختطفات العائدات معنويا ونفسيا وطبيا وتوثيق الجرائم والاعتصابات التي ارتكبت تنطيم داعش بحقهن .
استمرت ” فنار ” في حديثها مع صحيفة ” ايزيدي بريس ” بأن : دور الشباب في بناء اي مجتمع يعد اهم الادوار , حيث ان المجتمع الذي يعتمد على قدرات الشباب يعد من اقوى المجتمعات الشباب هم القادة نحو التطور وهم الامل المضيء وبسمة المستقبل .
اما ” فرات شاكر ” وهو طالب جامعي في المانيا وناشط مدني , تحدث مع صحيفة ” ايزيدي بريس ” قائلا : الكارثة التي حلت بنا بشكل عام وبأهلنا في شنكال بشكل خاص فقد شكلت صدمة نفسية لدى الفرد الايزيدي واثرت بذلك على سيكولوجية , هذا لم يقف الشباب الايزيدي مكتوف الايدي رغم فقدان البعض منهم افراد من عائلتهم . فقد حاول بكل قوته لدعم القضية وامداد المساعدات للنازحين واعادة تأهيل الناجيات بعد عودتهن من قبضة داعش .
اضاف فرات على كلامه بأن بعض من الشباب قد خلقوا مجاميع شبابية وفرق الاغاثة سعيا لأيصال معاناة الايزيدين وقد برزوا القضية الايزيدية الى الرأي العام العالمي ومنظمات المجتمع المدني و ايضا وصولهم الى لقاءات مع السياسيين الاوربيين وخاصة المانيا . و البعض منهم استمروا لفترة قصيرة وبأنشطة خيرية واكتفوا بذلك . لكن ما زالت هنالك فئة قليلة مستمرة بنشاطاتها لدعم المساعدة لبني جلدتها .
من جانب اخر قال ” فرات شاكر ” لصحيفة ” ايزيدي بريس ” بأن : بجانب الوضع الانساني المأساوي والدرامي فنحن الايزيديين نمر بأزمة سياسية و اجتماعية وفكرية لعدم وجود او بالاحرى لغياب التعاون المشترك بين قادة و نخب الايزيدية , ولهذا نحن بحاجة الى تأسيس وعي فكري وسياسي جديدين ومنها تشكيل نخبة سياسية وفكرية تكون اساسها تصحيح مسارات الخاطئة وتعديلها بشكل حضاري وبالتأكيد مع المشاركة للشباب , لان مشاركة الشباب شبه معدومة في مجمل الامور والقضايا الايزيدية العالقة .
استمر ” شاكر ” في حديثه وقال : ينبغي على النخبة السياسية والاجتماعية اتاحة الفرصة للشباب وذلك لتعبير او استخدام كفاءتهم العلمية , وتعزيز استقلالية الانتماء للنهوض بهذه الفئة الشابة ورفع من معنوياتها بدل تهميشها او عدم حساب قدراتها والتي لو اتيحت لهذه الفئة الفرصة لعملت الكثير من الامور وقامت بحلحلة القضايا بشكل ايجابي وحضاري من دون ترك الاضرار الاجتماعية والخدمية والنفسية للمجتمع .